#
slider-img

جولة بين حانات البحر المتوسط (ع.ح)

0.00 جنيه 176.00 جنيه

"لا أعرف من أين يجب ابتداء الحديث بالضبط، وكل ما أعرفه هو أني عزمت على كتابة هذه الرحلة التي قمنا بها في صيف 1933. بعد العزم أخذت اليوم في التنفيذ، ولا يكون تنفيذ الأفكار بنفس السهولة التي يُعقَد بها العزم، وكل العُسر متأتٍّ من أني لم أتعود تنظيم أعمالي ولست منظمًا في أفكاري نفسها، فأنا فوضوي منذ خُلقت، فقد كان يلذ لي أيام الطفولة أن أبدأ طعامي بالفواكه إذا كانت هناك فواكه على المائدة، وما زلت إلى اليوم أطالع القصيدة مبتدئًا من خاتمتها؛ بل من إمضاء صاحبها عليها، وهذا بلا شك نقص فيَّ، أعترف به ولكني لا أود تغييره بحال".

 

تحتاج الفكاهة نوعًا خاصًا من الذكاء؛ إذ لا ينتقي الفكاهي الأحداث المضحكة التي يراها في الواقع؛ بل يحول الواقع كله – بما فيه من مصائب ومآس- مادة خام يبدع منها الفكاهة بخفة يد ومهارة خاصة؛ يظهر ذلك في النكتة والقافية وفن والكاريكاتير والأدب، وبالطبع تحتاج الفكاهة الكتابية إلى ذكاء وجهد أكبر من الفكاهة الشفاهية، وهذا ما نجده في هذا الكتاب الذي ألفه الأديب ورسام الكاريكاتير علي الدوعاجي، وإن كان أبدع فكاهة مصورة في فن الكاريكاتير؛ فهو في هذا الكتاب، الذي يصنف ضمن أدب الرحلات، قد أبدع فكاهة مكتوبة طوال رحلاته في مدن البحر المتوسط، وإذا كان أدب الرحلات يستلزم معلومات عن الأماكن التي يزورها الكاتب؛ فالأديب على الدوعاجي لم يقدم المعلومات التي حصلها في رحلاته بصورتها الخام الجامدة، إنما أبدع منها العديد من المواقف الطريفة التي تهدف إلى إمتاع القارئ وإثراء ثقافته وحثه على التفكير بطريقةٍ لا تقل إبداعًا. 

 

عن الكاتب علي الدوعاجي: ولد بتونس عام 1909، وتوفي عام 1949 ، كاتبا وشاعر ورسام كاريكاتوري وزجّال وإعلامي  ورائد الأدب الفكاهي بتونس.

تفاصيل

"لا أعرف من أين يجب ابتداء الحديث بالضبط، وكل ما أعرفه هو أني عزمت على كتابة هذه الرحلة التي قمنا بها في صيف 1933. بعد العزم أخذت اليوم في التنفيذ، ولا يكون تنفيذ الأفكار بنفس السهولة التي يُعقَد بها العزم، وكل العُسر متأتٍّ من أني لم أتعود تنظيم أعمالي ولست منظمًا في أفكاري نفسها، فأنا فوضوي منذ خُلقت، فقد كان يلذ لي أيام الطفولة أن أبدأ طعامي بالفواكه إذا كانت هناك فواكه على المائدة، وما زلت إلى اليوم أطالع القصيدة مبتدئًا من خاتمتها؛ بل من إمضاء صاحبها عليها، وهذا بلا شك نقص فيَّ، أعترف به ولكني لا أود تغييره بحال".

 

تحتاج الفكاهة نوعًا خاصًا من الذكاء؛ إذ لا ينتقي الفكاهي الأحداث المضحكة التي يراها في الواقع؛ بل يحول الواقع كله – بما فيه من مصائب ومآس- مادة خام يبدع منها الفكاهة بخفة يد ومهارة خاصة؛ يظهر ذلك في النكتة والقافية وفن والكاريكاتير والأدب، وبالطبع تحتاج الفكاهة الكتابية إلى ذكاء وجهد أكبر من الفكاهة الشفاهية، وهذا ما نجده في هذا الكتاب الذي ألفه الأديب ورسام الكاريكاتير علي الدوعاجي، وإن كان أبدع فكاهة مصورة في فن الكاريكاتير؛ فهو في هذا الكتاب، الذي يصنف ضمن أدب الرحلات، قد أبدع فكاهة مكتوبة طوال رحلاته في مدن البحر المتوسط، وإذا كان أدب الرحلات يستلزم معلومات عن الأماكن التي يزورها الكاتب؛ فالأديب على الدوعاجي لم يقدم المعلومات التي حصلها في رحلاته بصورتها الخام الجامدة، إنما أبدع منها العديد من المواقف الطريفة التي تهدف إلى إمتاع القارئ وإثراء ثقافته وحثه على التفكير بطريقةٍ لا تقل إبداعًا. 

 

عن الكاتب علي الدوعاجي: ولد بتونس عام 1909، وتوفي عام 1949 ، كاتبا وشاعر ورسام كاريكاتوري وزجّال وإعلامي  ورائد الأدب الفكاهي بتونس.

طلب المنتج

العدد

شارك المنتج

كتب ذات صلة