ظلت دراسات النقد الثقافي العربي تهتم في مقاربتها للنص الأدبي بالكشف عن الأنساق الثقافية المضمرة، وأخذت تستقرئ مجموعة الأنساق اللاواعية التي تشكلها الثقافة؛ ومن ثم تُوجّه العلامات النصية -في إقرار فجّ بصحة مقولة «موت المؤلف»- ليصبح كل من الذات والنص صنيعة لبنية الثقافة المتعالية، دون أن تهتم هذه الدراسات بالدور الجمالي الذي تلعبه الأنساق الثقافية التي تُستدعى بصورة واعية داخل النص.
إن أدبية أي نص تتأسس على قدر ما يقدمه من جمالياته الخاصة، بالإضافة إلى جماليات نوعه الأدبي الذي ينتمي إليه، فضلاً عن أنه نصٌ مُغرق في تكثيفه للأنساق الثقافية، على قاعدة الارتباط بين اللغة (أداة الأدبي) والثقافة (محتوى كل لغة)؛ ولذلك فإن المزاوجة بين الجمالي والثقافي في قراءة النص الأدبي ضرورة تفرضها طبيعة النص نفسه، كما تقتضيها غايات التحليل النقدي للنص الأدبي بوصفه مرسلة اتصالية (اجتماعية) في الأساس، وناقلة لمحتوى ما (ثقافي) بين أفراد المجتمع. إن إلحاق صفة الثقافي بالقراءة النقدية للنص الأدبي يتطلب فهم خصوصية هذا النص، وتعديل الغاية من التحليل الثقافي: هل هي الكشف فقط عن أنساق الثقافة الكامنة خلف جماليات النص الأدبي؟ أم أن الغاية يجب أن تزاوج بين (الجمالي والثقافي)؟ ليكون التساؤل أكثر وضوحًا: كيف أسهمت الأنساق الثقافية في بناء جماليات النص الأدبي؟
اسم الكتاب:
النقد الثقافي "نحو منهجية نقدية لتحليل النص الأدبي ثقافيًا"
تأليف/ تحرير:
د. محمد إبراهيم عبد العال
اللغة:
العربية
قياس الطباعة:
17 x 24
الغلاف:
PAPERPACK
عدد الصفحات:
242
سنة الإصدار:
2023
ردمك ISBN:
978-977-8970-05-0